متى تحدث قيامة الأبرار؟

 

هيرمان ج ايكلمان

نقحها

بيري ج فيليبس

2007 ©

 

 

تصدير

 

كتب القس الراحل هيرمان ج إيكلمان من كنيسة إيمان الكتاب المقدس، إيثاكا نيويورك، متى تحدث قيامة الأبرار؟ في عام 1967 لشرح وجهة نظره فيما يسمى "إختطاف ما بعد الضيقة". القس إيك، كما ندعوه، بعد دراسة متأنية للكتاب المقدس، خلص إلى أن المسيحيين الأحياء في وقت المجيء الثاني ليسوع سوف يمرون خلال فترة تجربة تسمى الضيقة العظيمة قبل أن يتم رفعهم إلى السماء لملاقاة يسوع. يعتقد القس إيك أنه من المهم للمسيحيين أن يفهموا هذا السيناريو حتى لا يشعروا أن الرب تخلى عنهم لو وجدوا أنفسهم يعيشون في فترة الضيقة العظيمة.

 

فمن الواضح من الكتاب المقدس أن الله يتحكم في كل التاريخ، حتى الأوقات التي يتعرض فيها المسيحيون للسب، و الإضطهاد، أو القتل بسبب شهادتهم ليسوع المسيح. و نقرأ في الكتاب المقدس أنه على الرغم من مدى فظاعة الضيقة العظيمة - و التي سوف تستهل بكوارث و إضطهاد لم يسبق لها مثيل - فلا يزال الله يسيطر عليها.  و كما أنه مازال يسيطر على مثل هذه الظروف القصوى، هو أيضاً يسيطر على الحياة اليومية للمسيحيين المتعرضين لتجارب أقل. و هذا ينبغي أن يشجعنا جميعاً و نحن نقرأ تنقيح القس إيك متى تحدث قيامة الابرار؟

 

تحافظ هذه المراجعة على الأفكار الأصلية للقس إيك.  و لقد قمت بتعديل بعض المخططات و إعادة صياغة بعض المقاطع من النص الأصلي حيث شعرت أنها ستوضح أطروحة القس إيك.

 

أخيراً ، أقدم شكري لديل بليتشا لقراءتها المتأنية و تعليقاتها على هذه المقالة.

 

بيري ج فيليبس

عيد جميع القديسين، 2006

 

 

مقدمة

 

هل سيمر المسيحيون خلال الفترة المعروفة بإسم الضيقة العظيمة؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن النبوءات لهذا الأمر في الكتاب المقدس ستحذرنا أن نكون مستعدين، و سوف تبين لنا أننا يمكن أن نتقوى بمعرفة أن هذا جزء من الخطة المفصلة لربنا. و إذا لن يمر المسيحيون من خلال الضيقة العظيمة، سيكون من الريح أن نتعرف عليها. بالتأكيد، قد سمح الرب لشعبه أن يعاني في بعض الأحيان في الماضي و ليس لنا الحق أن نفترض أننا أفضل منهم. لذا يمكننا أن نعرف ما هو في خطة الله لشعبه عن طريق الإعلان الخاص بشأن هذا الموضوع. نصلي أن يبارك الرب هذا الجهد لفهم النصوص الكتابية وثيقة الصلة بهذه المسألة.

 

 

1 . هل تتطابق الضيقة العظيمة مع الفترة المعروفة باسم "غضب الله؟"

 

رؤيا 6 : 12-17

١٢ونظرت لما فتح الختم السادس، وإذا زلزلة عظيمة حدثت، والشمس صارت سوداء كمسح من شعر، والقمر صار كالدم،‏ ١٣ونجوم السماء سقطت إلى الأرض كما تطرح شجرة التين سقاطها إذا هزتها ريح عظيمة.‏ ١٤والسماء انفلقت كدرج ملتف، وكل جبل وجزيرة تزحزحا من موضعهما.‏ ١٥وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر، أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال،‏ ١٦وهم يقولون للجبال والصخور:"اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف،‏ ١٧لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم. ومن يستطيع الوقوف؟". [1]

 

لاحظ:

 

أ. في الوقت المشار إليه، لم يعد المسيح هو يسوع الناصري الذي كان غير مرئي منذ صعوده و الذي يُعتبر وجوده محل شك لمعظم الناس. الآن يعلم الجميع من هو، و يعترفون بأنه الحاكم من على العرش و يسكب غضبه الفائق للطبيعة.

ب. يسبق زلزال و بعض الأحداث الفلكية إزاحة الستار عن المسيح الجالس على العرش. و السماء تنطوى كرداء و يمكن إعتبارها مؤشراً على أن قوات السماوات تتزعزع (متى 24 : 29).

ج. العلامات الفلكية هي: ظلمة الشمس، و يتحول القمر إلى دم، و تتساقط الشهب، و قوات السماوات تتزعزع.

د. تبشر هذه الأحداث بالفترة المعروفة بإسم غضب الخروف (رؤيا 6 : 16-17) و هي نفس التي في متى 24 : 29-31 و التي قيل أنها تتبع مباشرة الضيقة العظيمة. [و سنقوم بالشرح بتوسع لهذه النقطة أدناه.]

ه. فبالتالي، الضيقة العظيمة ليست مرادفاً للفترة المعروفة بإسم غضب الله، و لكن تسبقها عن كثب.

 

من المواد المذكورة أعلاه، فإننا نستنتج التسلسل الزمني التالي:

 

 

وبالإضافة الى ذلك:

 

و . و حيث أن فترة غضب الله لا تتزامن مع فترة الضيقة العظيمة، فإن ما ورد في تسالونيكي الأولى 5 :9، "لأن الله لم يجعلنا للغضب، بل لإقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح" لا ينبغي أن تُفهم على أنها تستبعد إمكانية مرور المسيحيين بالضيقة، حتى الضيقة العظيمة، بقدر ما نفضل نحن خلاف ذلك. فهم الرسول بولس أن المسيحيين قد يعانون في هذه الحياة: " وأنه بضيقات (محن) كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أعمال 14 : 22)

ز . لا ينبغي أن نسمح لرغباتنا في الراحة أن تحدد لاهوتنا (في هذه الحالة، لاهوت الآخرويات).  و تذكرنا الآية "وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذي مات لأجلهم وقام" (كورنثوس الثانية 5: 15) أنه قبل المعاناة لأجلنا أكثر من أننا سوف نعاني، بعد أن نجونا من الحكم الذي نستحقه و أنه مات عنا.  "ليس عبد أعظم من سيده ..." (يوحنا 13 : 16)، و لذا فإننا نتوقع بحق أننا سنتحمل بعض الضيقات هنا على الأرض .

 

ولكن متى ستكون الضيقة العظيمة؟

 المقاطع التالية تجيب عن هذا السؤال.

 

متى 24 : 15، 21، 29-31، 33، 36

"فمتى نظرتم "رجسة الخراب" التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ­ (ليفهم القارئ)­‏  ...لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون.... "وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس، والقمر لا يعطي ضوءه، والنجوم تسقط من السماء، وقوات السماوات تتزعزع.‏ وحينئذ تظهر علامة إبن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض، ويبصرون إبن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كبيرين.‏ فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت، فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح، من أقصاء السماوات إلى أقصاها.‏... هكذا أنتم أيضاً، متى رأيتم هذا كله فاعلموا أنه قريب على الأبواب.... "وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السماوات، إلا أبي وحده.

 

لاحظ :

 

أ.  "الضيقة العظيمة" المذكورة هنا هى أعظم من أي ضيقة لدينا قبل مجيء الرب الأول و أعظم من أي ضيقة أخرى بعد مجيئه الأول. و ينبغي، بالتالي، أن ننظر إليها على أنها الضيقة العظيمة.

ب. و رجسة الخراب ستسبق الضيقة العظيمة على الفور المقامة في الهيكل.

ج. و ستعقب الضيقة العظيمة حدوث الإضطرابات الفلكية .

د. "و قوات السماوات تتزعزع" تدل على حركة السماوات بالنسبة إلى الأرض بطريقة غير عادية. و يمكن وصف هذه الحركة النسبية على حد سواء بالقول إن موقع الأرض بالنسبة إلى الأجرام السماوية الأخرى يتغير على نحو غير عادي. و هذا التعبير، بالتالي، يعادل  إشعياء 13 : 13: "لذلك أزلزل السماوات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حمو غضبه."

ه. و وفقاً لأشعياء، تستهل هذه العلامات الفترة المعروفة بإسم غضب الرب. نفس الإستنتاجات نحصل عليها عند المقارنة مع رؤيا 6 : 12-17.

و. و حيث أن الرب يسوع يفصل الفترة المعروفة بإسم غضب الله عن الضيقة بمسافة من الوقت، يتعين علينا أن ندرك أن هذين الحدثين ليسا مترادفين.

ز. و يراه جميع شعوب الأرض.

ح. المسيحيون الأحياء على الأرض الذين يمرون بالضيقة العظيمة هم الذين يتم جمعهم من الأرض كلها عند مجيء المسيح، قبل غضب الله .

ط. الآب فقط يعرف اليوم و الساعة لمجيء المسيح و غضب الله.

ي. نعرف أن مجيء ربنا هذا سوف يتبع فوراً الضيقة العظيمة، على الرغم من أننا لا يمكن أن نحدد اليوم و الساعة. "وأما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلمها أحد، لا الملائكة الذين في السماء و لا الابن إلا الآب فقط."

ك. التعبير "أما ذلك اليوم و تلك الساعة" لا تعني أننا لا نعرف شيئاً حول ما سيحدث قبل مجيئه الثاني.

 

يمكننا الآن إضافة المزيد من التفاصيل إلى الشكل 1:

 

 

 

ملاحظة: إذا كان جمع المختارين يسبق عودة المسيح، لماذا لم يتم ادراجه بإعتباره واحداً من العلامات في متى 24 : 29-31؟

 

 

2 . متى يحدث الاختطاف؟[2]

 

تسالونيكي الأولى 4 : 14-18

١٤لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع، سيحضرهم الله أيضاً معه.‏ ١٥فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب: إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب، لا نسبق الراقدين.‏ ١٦لأن الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً.‏ ١٧ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب.‏ ١٨لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام.‏

 

لاحظ :

 

أ.   أن المسيحيين الذين ماتوا قبل مجيئ المسيح سيأتون معه في عودته إلى الأرض.

ب. عندما يأتي الرب مع هؤلاء القديسين، حينئذ سيرجعون إلى أجسادهم و و يلاقونه في شكل جسدي. بهذه الطريقة سيأتي يسوع مع قديسيه و لقديسيه.

ج. إقامة و رفع القديسين الآتيين مع يسوع تسبق قليلاً تحول[3] المسيحيين الأحياء الذين يتم رفعهم أيضاً في الهواء لملاقاة الرب.

د.   و حتى وقت الإختطاف، أولئك "الراقدين" فيما يتعلق بأجسادهم هم غائبين عن الجسد ولكن حاضرين بوعي مع الرب في السماء . (كورنثوس الثانية 5 : 6-8)

ه.   نحن نعادل الإختطاف مع قيامة الأبرار (لوقا 14 : 14). و " الأبرار " هم أولئك الذين تبرروا بدم يسوع المسيح. (كورنثوس الثانية 5 : 21؛ بطرس الأولى 3 : 18) [سنتوسع في هذا عند النقطة 5 أدناه.]

و. الإختطاف يسبقه إطلاق بوق الله.

ز. ينبغي أن تكون إحتمالية هذه الخبرة بمثابة راحة لنا نحن الذين نثق في كفارة ربنا بدلاً من الثقة في أعمالنا الخاطئة.

 

كورنثوس الأولى 15 : 51-54

٥١هوذا سر أقوله لكم: لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغير،‏ ٥٢في لحظة في طرفة عين، عند البوق الأخير. فإنه سيبوق، فيقام الأموات عديمي فساد، ونحن نتغير.‏ ٥٣لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد، وهذا المائت يلبس عدم موت.‏ ٥٤ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد، ولبس هذا المائت عدم موت، فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة:"ابتلع الموت إلى غلبة".

 

لاحظ :

أ.   في صوت البوق الأخير سيقوم الأموات في المسيح في هيئة غير قابلة للفساد.

ب. و نحن الأحياء يجب أن نتغير من الفساد إلى عدم الفساد، من البائد إلى الخالد.

ج. تغيير أجسادنا، كذلك كما هو الحال مع قيامة أجساد المسيحيين الموجودين حالياً مع الرب، ستكون في نفس اللحظة.

د. استخدام الروح القدس لتعبير "البوق الأخير" يبدو أنه يشير إلى أنه قدم لنا في أماكن أخرى وصفاً لسلسلة من الأبواق.

 

وقد علمتنا النقطة 2 هذا:

 

 

 

 

3.   و باستخدام الحقائق السابقة الهامة كدعامة، دعونا فحص فقرة قلما يتم ملاحظتها و التي تلقي نورا عظيما.

 

رؤيا 20 : 1-7

١ورأيت ملاكاً نازلاً من السماء معه مفتاح الهاوية، وسلسلة عظيمة على يده.‏ ٢فقبض على التنين، الحية القديمة، الذي هو إبليس والشيطان، وقيده ألف سنة،‏ ٣وطرحه في الهاوية وأغلق عليه، وختم عليه لكي لا يضل الأمم في ما بعد، حتى تتم الألف السنة. وبعد ذلك لابد أن يحل زماناً يسيراً.‏ ٤ورأيت عروشاً فجلسوا عليها، وأعطوا حكماً. ورأيت نفوس الذين قتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة الله، والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته، ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى أيديهم، فعاشوا وملكوا مع المسيح[4] ألف سنة.‏ ٥وأما بقية الأموات فلم تعش حتى تتم الألف السنة. هذه هي القيامة الأولى.‏ ٦مباركٌ ومقدسٌ من له نصيب في القيامة الأولى. هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم، بل سيكونون كهنة لله والمسيح، وسيملكون معه ألف سنة.‏ ٧ثم متى تمت الألف السنة يحل الشيطان من سجنه،‏

 

لاحظ :

 

أ.   يوحنا، كاتب سفر الرؤيا، تم أخذه إلى المستقبل ليرى و كأنه حاضر أمور هى في المستقبل بالنسبة لنا.

ب. فهو يرى القبض على الشيطان وسجنه في بداية فترة الألف عام.

ج. نقرأ ، " فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة.‏ ٥وأما بقية الأموات فلم تعش حتى تتم الألف السنة."  نفهم هذه العبارات على أنها تشير إلى قيامتين.

د. القيامة الأولى هي إعادة الحياة للناس ليملكوا مع المسيح. و هذا يبدأ في وقت ربط الشيطان لألف سنة.

ه. هذه هى قيامة الأبرار.

و. حيث أن هذه هي القيامة الأولى، فإنه لا يمكن الإعتقاد أن هناك إختطاف عام – أو قيامة عامة – للأبرار تسبق هذا بسبع سنوات أو أي فترة أخرى من الزمن. فلا توجد قيامة مستقبلية بالنسبة ليوحنا و التي تسبق وقت ربط الشيطان. و بالتالي فإن الإختطاف لا يسبق ربط الشيطان.

ز. و الفكرة هي أن جميع المسيحيين، وليس فقط الشهداء، ستتم قيامتهم في  وقت ربط الشيطان. و ذكر الشهداء خصيصاً لان أمانتهم قد اختبرت على وجه الخصوص من قبل الوحش و رغم ذلك ظلوا غير ناكرين للرب. و فكرة أن جميع المسيحيين سيملكون مع يسوع تبدو في تيموثاوس الثانية 2 : 12 و أعمال الرسل 14 : 22. (راجع أعمال الرسل 1 : 6)

ح. وبالتالي، سيتم إقامة جميع المسيحيين في ذلك وقت ربط الشيطان هذا و ذلك ليملكوا في أجساد خالدة مع المسيح فترة الألفية.

 

نضع النقاط 2 و 3 جنباً إلى جنب للحصول على رؤية متراصة للأحداث عند مجيء الرب:

 

 

4. هناك أدلة تأكيد إضافية:

 

رؤيا 11 : 15-18

بوق الملاك السابع، فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة:"قد صارت ممالك العالم لـ(ملكوت) ربنا ومسيحه، فسيملك إلى أبد الآبدين".‏ ١٦والأربعة والعشرون شيخاً الجالسون أمام الله على عروشهم، خروا على وجوههم وسجدوا لله‏ ١٧قائلين:"نشكرك أيها الرب الإله القادر على كل شيء، الكائن والذي كان والذي يأتي، لأنك أخذت قدرتك العظيمة وملكت.‏ ١٨وغضبت الأمم، فأتى غضبك وزمان الأموات ليدانوا، ولتعطى الأجرة لعبيدك الأنبياء والقديسين والخائفين إسمك، الصغار والكبار، وليهلك الذين كانوا يهلكون الأرض".

 

 

لاحظ :

 

أ.   هذا هو الوقت المناسب لتبويق "البوق الأخير" المدرجة للمستقبل. و لقد تم ذكره كورنثوس الأولى 15 (النقطة 2 أعلاه) على أنه وقت الإختطاف.

ب.      البوق السابع والأخير هذا هو الوقت الذي يبدأ فيه المسيح ملكه على الأرض.

ج. و هذا الوقت هو وقت غضب الرب الإله القدير. و هذا الوقت تم وصفه أعلاه تحت النقطة 1 (إشعياء 13 و متى 24) على أنه يتميز بالإضطرابات الفلكية و يتبع الضيقة العظيمة على الفور.

د.   و هذا الوقت يتزامن مع وقت جمع المختارين من زوايا الأرض الأربعة كما جاء في متى 24 : 31.

ه.   هذا الوقت هو وقت المجازاة لجميع المسيحيين الصغار و الكبار.

 

قارن هذا مع لوقا 14 : 14:

 

لوقا 14: 14

"فيكون لك الطوبى إذ ليس لهم حتى يكافوءك، لأنك تكافيء في قيامة الأبرار".

 

 

الآن لاحظ:

 

أ.   هذا الكلام موجه إلى أحد رؤساء الفريسيين الذي دعاه يسوع لتناول العشاء، و لكن الأمر ينطبق على أي من يطيع الرب من قلب مجدد.

ب.      يقول الرب أن المسيحي المطيع سيكافأ في "قيامة الأبرار".

ج. و نحن نرى أن وقت مكافأة جميع المسيحيين سيكون في البوق السابع و الأخير.

د.   و حيث أن وقت مجازاة المسيحيين كما قال المسيح سيكون هو قيامة الأبرار، فينبغي أن يكون في وقت الإختطاف. و يقدم هذا التشابك للمقاطع الثلاثة رؤيا 11 : 15-18، لوقا 14 : 14، و كورنثوس الأولى 15 : 51-54 (النقطة 2) تأكيداً قوياً جداً عن معادلة "الإختطاف" و  "قيامة الأبرار."

ه.   و بالتالي، فإن الإختطاف أو قيامة الأبرار هو وقت مجازاة المسيحيين، و وقت غضب الله، و وقت البوق الاخير، و وقت مجيء المسيح ليملك، و وقت ربط الشيطان، الخ.

 

متى 13 : 27-30؛ 36-43

فجاء عبيد رب البيت وقالوا له:يا سيد، أليس زرعاً جيداً زرعت في حقلك؟ فمن أين له زوان[5]؟.‏ ٢٨فقال لهم: إنسان عدو فعل هذا. فقال له العبيد: أتريد أن نذهب ونجمعه؟‏ ٢٩فقال: لا! لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه.‏ ٣٠دعوهما ينميان كلاهما معاً إلى الحصاد، وفي وقت الحصاد أقول للحصادين: اجمعوا أولا الزوان واحزموه حزماً ليحرق، وأما الحنطة فاجمعوها إلى مخزني".‏

 

...٣٦حينئذ صرف يسوع الجموع وجاء إلى البيت. فتقدم إليه تلاميذه قائلين:"فسر لنا مثل زوان الحقل".‏

 

٣٧فأجاب وقال لهم:"الزارع الزرع الجيد هو إبن الإنسان.‏ ٣٨والحقل هو العالم. والزرع الجيد هو بنو الملكوت. والزوان هو بنو الشرير.‏ ٣٩والعدو الذي زرعه هو إبليس. والحصاد هو انقضاء العالم. والحصادون هم الملائكة.‏ ٤٠فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار، هكذا يكون في انقضاء هذا العالم:‏ ٤١يرسل إبن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم،‏ ٤٢ويطرحونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.‏ ٤٣حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم. من له أذنان للسمع، فليسمع.‏ (تأكيدنا)

 

لاحظ :

 

أ.   في المثل أعلاه يمثل القمح و الزوان فئتين من الناس الذين هم أحياء عند عودة الرب. يقول الرب أن الحقل هو العالم و الناس المخلصين (القمح) و الذين لم يخلصوا (الزوان) سيتركان معاً حتى "إنقضاء هذا العالم" عندما يتم جمع القمح في المخازن و تُجمع الزوان و تُحرق.

ب. إلى جانب المرتين التي تم فيهما استخدام التعبير "إنقضاء هذا العالم" (سونتيلياس ايونوس)  في الفقرة التي أوردناها أعلاه، يتم إستخدام نفس التعبير ثلاث مرات أخرى في متى 13 : 49؛ 24 : 3؛ و 28 : 20.

ج. وقت جمع القمح و الزوان سيكون في "إنقضاء هذا العالم"، و هو التعبير الذي استخدمه يسوع في إنجيل متى 24 : 3. و يقول الرب هناك أن مستمعيه (أو أبنائهم الروحيين) سيكونون حاضرين الضيقة العظيمة التي لم يسبق لها مثيل على الأرض. و يقال إن "إنقضاء هذا العالم" المذكور في فقرة متى 24 هو وقت جمع المختارين من جميع أنحاء الأرض للمسيح (متى 24 : 3، 30، 31) بعد الضيقة العظيمة (متى 24 : 29).

د.   ونحن نرى، بالتالي، تأكيداً مزدوجاً في متى 13 و متى 24 أن المسيحيين سيعيشون خلال الضيقة العظيمة.

ه.   و كون هذا المثل لا يعتبر مؤشراً فقط على قيامة واحدة عامة، فإن التعليم الخاص بالقيامة العامة تم من خلال الفقرات التي تذكر "القيامة الأولى" (رؤيا 20 : 5)، و يليها زمنياً "القيامة الثانية" (رؤيا 20 : 13).

 

و أيضاً كلمات يسوع عن "الإرسالية العظمى" تقوم بتأكيد فكرة أن المسيحيين سيحيون الضيقة العظيمة.

 

متى 28 : 18-20

١٨فتقدم يسوع وكلمهم قائلاً:"دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض،‏ ١٩فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم الآب والابن والروح القدس.‏ ٢٠وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر". آمين [تركيزنا]

 

لاحظ:

 

أ.   من المفهوم بشكل صحيح هو أن الإرسالية العظمى تنطبق على جميع المسيحيين منذ أن عرف الرب الرسل و حتى قبل "إنقضاء الدهر".

ب. و حيث أن يسوع الإرسالية العظمى أوصى أتباعه أن يتلمذوا جميع الأمم حتى "إنقضاء الدهر"، وهو نفس التعبير المستخدم في متى 13 و 24 عن مجيئه الثاني، يترتب على ذلك أنه يعلم بأن المسيحيين سيكونون في العالم حتى بعد الضيقة العظيمة.

 

 

لتلخيص كل ما قد تم تغطيته حتى الآن:

 

 

 

5 . متى يتم الاختطاف، في غضون أسابيع دانيال السبعين و بعد الضيقة العظيمة؟

 

دانيال 9 : 24-27

٢٤سبعون أسبوعاً[6] قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا، ولكفارة الإثم، وليؤتى بالبر الأبدي، ولختم الرؤيا والنبوة، ولمسح قدوس القدوسين.‏ ٢٥فاعلم[7] وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع وإثنان وستون أسبوعاً، يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الأزمنة.‏ ٢٦وبعد إثنين وستين أسبوعاً يقطع المسيح وليس له، وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس، وانتهاؤه بغمارة، وإلى النهاية حرب وخرب قضي بها.‏ ٢٧ويثبت عهداً مع كثيرين في أسبوع واحد، وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة، وعلى جناح الأرجاس مخرب حتى يتم ويصب المقضي على المخرب".

 

لاحظ:

 

أ.   الوقت بين صدور المرسوم لتجديد اورشليم حتى قطع المسيح يتبع 69 أسبوع من فترة الـ 70 أسبوعاً قيد النظر.

ب.      بعد 69 أسبوعاً "يُقطع" المسيح، و التي نتخذها بمعنى موت يسوع المسيح.

ج. و على هذا النحو فإن "تثبيت العهد" يتعامل مع الأسبوع الـ70 لدانيال، و هو لاحق لموت يسوع.

د.   في ختام الـ 70 أسبوعاً ينتهى التمرد و الخطية، و يتم محو الشر، و يبدأ البر الأبدي. و هذه الأمور تتم خلال الألفية؛ وبالتالي، يجب أن يتم تأجيل الأسبوع الـ 70 حتى ما قبل الألفية. و نحن نعادل فترة التأخير هذه "بأزمنة الأمم" في لوقا 21 : 24.

ه.   ثم الأسبوع الـ 70 لدانيال 9: 27 هو فترة مدتها سبع سنوات تسبق الألفية، و إنسان الخطية هو شخص ذو قوة عظمى يقيم معاهدة مدتها سبع سنوات مع إسرائيل. في بداية الأسبوع الـ 70، فإن إنسان الخطية يكسر معاهدته و يوقف الذبائح و القرابين في الهيكل في "منتصف الأسبوع".

و. و الذي يقوم بتأكيد العهد هو "إنسان الخطية"، و الذي وصفه بولس في تسالونيكي الثانية 2 : 3، 4. و هو الشخص الذي يقيم "رجسة الخراب" التي تكلم عنها يسوع في إنجيل متى 24 :15.

ز. و في حين أنه من الممكن أن الخراب الناجم عن "رجسة الخراب" يتزامن مع وقف الذبائح و القرابين، إلا أن هذا المقطع لا يستلزم ذلك.

ح. لذلك، يبدأ الإسبوع السبعين و نظام العبادة في هيكل إسرائيل قائم و المعاهدة مع "إنسان الخطية" قائمة. و في منتصف الإسبوع (بعد ثلاث سنوات و نصف من تأكيد المعاهدة)، يوقف إنسان الخطية العبادة في الهيكل. وفي وقت ما بعد هذا (حوالي ثلاث سنوات ونصف)، و قبل أن يخضع الرب كل سلطان و سيادة، و تصبح ممالك هذه الأرض لربنا و مسيحه، فإن الهيكل سيكون قد خرب أو تم تدنيسه.

 

و من النقطة الخامسة  نرى الآتي:

 

 

لاحظ :

 

أ.   على خريطتنا الزمنية التي وضعناها حتى الآن، نرى أن رجسة الخراب ستقام في المكان المقدس عملياً في نهاية الأسبوع.

ب.      قال الرب يسوع أنه عندما نرى رجسة الخراب قائمة في المكان المقدس سيكون هناك بالكاد وقت لليهود للهروب من الضيقة العظيمة إلى التلال.

ج. و على هذا، نرى، بالتالي، أن الضيقة العظيمة فترة قصيرة في نهاية الإسبوع السبعين. و يبدو من الخطأ تماماً أن نسمي السبع سنوات الكاملة، أو حتى النصف الثاني من السنوات السبع، بالضيقة العظيمة.

 

 

6 . إلى متى ستستمر الضيقة العظيمة؟

 

دانيال 12 : 11

١١ومن وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرب ألف ومئتان وتسعون يوماً.‏ ١٢طوبى لمن ينتظر ويبلغ إلى الألف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوما.‏ (ترجمتنا)

 

لاحظ:

 

أ.   هذه الجملة غير مكتملة في العبرية؛ فيجب إضافة شيء ما، و القراءة الأكثر طبيعية هى: "و من وقت إزالة المحرقة الدائمة و إلى إقامة رجسة الخراب سيكون 1290 يوماً. "

ب.      رؤيا 20 : 1-16 تضع الإختطاف - أو القيامة الأولى - متزامن مع ربط الشيطان لألف سنة. و بعبارة أخرى، فإن قيامة الأبرار تتم مباشرة قبل الألفية.

ج. وفقا للرب (متى 24 : 15، 21)، فإن الضيقة العظيمة هي الوقت بين إقامة رجسة الخراب و عودة يسوع. و هذا يجعل الضيقة العظيمة بالضرورة قصيرة جداً، لأنها تبدأ عملياً في نهاية الأسبوع 70. و الآية التالية في دانيال ( 12 : 12)، "طوبى لمن ينتظر و يبلغ 1335 يوما"، تشير إلى أن الفرق بين 1290 و 1335 هو طول الضيقة العظيمة (45 يوما). و نضيف هذه الحقيقة لشكل 7 من أجل التوصل إلى شكل 8.

 

و يرد موجز لهذا القسم في الرسم التوضيحى أدناه:

 

 

 

 

7. مجيئ المسيح الثاني دون سابق انذار

 

بطرس الثانية 3 :3-12

٣عالمين هذا أولاً: أنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون، سالكين بحسب شهوات أنفسهم،‏ ٤وقائلين: "أين هو موعد مجيئه؟ لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باقٍ هكذا من بدء الخليقة".‏ ٥لأن هذا يخفى عليهم بإرادتهم: أن السماوات كانت منذ القديم، والأرض بكلمة الله قائمة من الماء وبالماء،‏ ٦اللواتي بهن العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء فهلك.‏ ٧وأما السماوات والأرض الكائنة الآن، فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها، محفوظة للنار إلى يوم الدين وهلاك الناس الفجار.‏ ٨ولكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد

 

أيها الأحباء: أن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيوم واحد.‏ ٩لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ، لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يقبل الجميع إلى التوبة.‏ ١٠ولكن سيأتي كلص في الليل، يوم الرب، الذي فيه (اليوم) تزول السماوات بضجيج، وتنحل العناصر محترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها.‏ ١١فبما أن هذه كلها تنحل (من الواضح)، أي أناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى؟‏ ١٢منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب، الذي به تنحل السماوات ملتهبة، والعناصر محترقة تذوب.‏

 

ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة، وأرضاً جديدة، يسكن فيها البر.‏

لاحظ :

أ.   يضم بطرس الرسول مجيء الرب و إقامة سماوات جديدة وأرضاً جديدة التي وصفها الرسول يوحنا في سفر الرؤيا 21 : 1  في حدث واحد. فكرة بطرس الرسول هى الإنتظار بصبر للرب و و الحياة في بر أثناء الإنتظار لأن عودة الرب ستستهل تدمير النظام الحالي للأمور. و عدم ذكر بطرس للألفية ليس سبب وجيه للإعتقاد بأنه ليس هناك ألفية. على كل حال، تمت مناقشة هذه الأخيرة بشكل بارز على يد يوحنا في سفر الرؤيا 20.

ب.      و يشير الجزء الأول من هذا المقطع إلى أنه سيكون من المتوقع وقتاً طويلاً بين عصر الرسل و أحداث مجيئه الثاني الموصوفة هنا. وبالتالي، يبدو من الخطأ أن نعتقد بأن الرسل توقعوا مجيئ يسوع في أيامهم. توجد فترة بينية طويلة.  و لا يجب التعليم بأن الرسل شعروا أن يسوع سيأتي في وقتهم الخاص.

 

8. الاعتراضات التي تم الاعراب عنها على وجهة النظر المعروضة في هذه الصفحات:

 

أ.   "هل لم نقم بتحديد التواريخ؟" لا، نحن لم نقم بتحديد موعد سنة كذا وكذا ميلادية سيأتي فيها ربنا.  قال السيد المسيح: "وأما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بها أحد" (متى 24 : 36). و قد كان يتحدث من عودته لجمع مختاريه من كل الأرض،وقال إن عودته تتبع مباشرةً الضيقة العظيمة. و الضيقة العظيمة، بدورها، تتبع، كما قيل، ظهور رجسة الخراب في المكان المقدس التي تكلم عنها دانيال النبي. وبالتالي، لدينا يسوع نفسه هنا يتنبأ بأن حدثين - الضيقة العظيمة و رجسة الخراب - ستتمان قبل عودته.  و عندما تبدأ هذه الأحداث المتنبأ عنها في الظهور، سنظل لا نعرف "اليوم " أو "الساعة"، ولكن سنعرف أن عودته قريبة.

ب.      "ولكن إذا كان سيأتي 'كلص في الليل'، فيجب أن يكون غير متوقع. و انه لا يأتي كلص في الليل إذا كنت تقول أن هناك أحداث متوقعة بيننا وبين مجيئه" و هذا صحيح؛ سيأتي كلص في الليل بالنسبة للعالم، ولكن ليس بالنسبة لنا. و بملاحظة مجمل تعليم تسالونيكي الأولى 5 : 2 - 4: "لأنكم أنتم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء.‏ ... وأما أنتم أيها الإخوة فلستم في ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص.‏ "

ج. و في لوقا 17 : 34 نقرأ: " ... إنه في تلك الليلة يكون إثنان على فراش واحد، فيؤخذ الواحد ويترك الآخر."  و هذا يعلم بالإختطاف السري الذي تنكره ".هذا المقطع لا يقول شيئاً عن السرية؛ أنه يعلم ببساطة أن ليس الكل سوف يُختطفون.

د.   "إذا كنت تتوقع أن ترى تثبيت العهد قبل مجيء الرب، فأنت تبحث عن بداية الإسبوع السبعين وليس الرب." الأمر ليس كذلك. يقول بطرس الرسول لنا (بطرس الثانية 3 : 12، 13) أن نتطلع بفارغ الصبر لوقت انحلال السماوات و العناصر و إلى السماء الجديدة والأرض الجديدة (الآية 13)، الذي نعرفه أنه سيسبق مجيئ الرب.   و يمكننا أن ننظر إلى الأمام لعدة أحداث متباعدة زمنياً.

"وهذا يؤدي إلى نوع من الإختطاف "الكركوزي".   يقيم المسيح الناس و يعيدهم إلى الأرض، بعد فترة من الراحة البينية، لبدء الألفية ." نعم، يسوع يجتمع بنا بشكل جسدي في الهواء، بعد أن يحضرنا مسبقاً في الروح لنعود و ندخل أجسامنا الجديدة. و نستنتج أن ننتظر وقت قصير ليتم غضب الله و غضب الخروف (رؤيا 6 : 16، 17).

ه.   "ولكن الكتاب المقدس يقول للناس الذين كانوا على قيد الحياة في العصر الرسولي، "انظروا و استعدوا." و بالتالي، كان هذا بمثابة أي لحظة لهم." إنها لحقيقة بسيطة أنه حتى جورج واشنطن يمكنه التنبؤ بأن التحالفات الخارجية يمكن أن تغزونا، وهكذا يقول لنا في الحاضر، "احذروا"، و لكن هذا لا يعني أنه من المتوقع أن يحدث هذا الأمر في يومه.

 

و بعد إبلاغ تلاميذه عن آلامه الوشيكة، قال الرب: "لقد قلت لكم الآن قبل أن يحدث حتى متى كان تؤمنون." (يوحنا 14 :29) و كان لافتاً للنظر أن معاناته المستقبلية كانت بحسب التدبير و ليس من قبيل الصدفة. (أعمال الرسل 2 : 23)

 

في السياق نفسه، تبين هذه المقاطع أن الضيقة العظيمة هى أيضاً حسب التدبير و التصميم حتى نتمكن نحن المحسوبين أهلاً للمعاناة لأجل إسمه من ان نتقوى في ثقتنا في الله بينما تحدث هذه الأشياء. فنحن لسنا أفضل من شهداء المسيحية المبكرة؛ و قد مرت الكنيسة من قبل في الضيقات لاجل مجده.  فيجب علينا أن نتسلح لهذا، والذي يمكن أن يكون في المستقبل القريب جداً.

 

نصلي أن هذه المناقشة القصيرة تقوي المسيحيين  على الصبر و التحمل في كل ضيقة، صغيرة أو كبيرة، في الحاضر أو ​​في المستقبل.



[1]  النصوص الكتابية مأخوذة من الكتاب المقدس باللغة العربية نسخة سميث فانديك

[2]  يشير الإختطاف إلى جمع المسيح لقديسيه – الاحياء و الراقدين – عند مجيئه الثاني

[3]  أولئك الذين يتم تحويلهم يحصلوا على هيئة متجددة دون المرور بالموت و يرتفعوا لملاقاة الرب في الهواء.

[4]  المسيح هو المسيا

[5]  تترجم أيضا بالزوان، أو الزؤان، و هى اعشاب تشبه في مظهرها القمح في مراحله المبكرة

[6]  يقبل كل علماء الكتاب المقدس أن "الأسبوع" هي فترة مدتها سبع سنوات.

[7]  أو، "لدهن قدوس القديسين." توجد مشكلة حول ما إذا كان "قدوس القديسين" هنا تشير إلى الهيكل أو إلى شخص ما. و إذا كانت تشير لشخص، فمن ثم يكون هذا الشخص هو يسوع المسيح. (رؤيا 15 : 11)